زيارة منظمة ابحاث وتطوير صناعة الأحذية في تركيا (TASEV)

نفذ تجمع شغل الخليل وبدعم من مشروع التجمعات العنقودية زيارة لمنظمة ابحاث وتطوير صناعة الأحذية في تركيا (TASEV) ، والتي تضم عدة مؤسسات مثل اتحاد مصنعي الأحذية واتحاد مصدري الأحذية ، والعديد من المراكز التدريبية المتخصصة في الأحذية وكذلك مختبرات فحص و مراكز تصميم. وجاءت الزيارة للإطلاع على تجربة قطاع الأحذية والجلود في تركيا وكيف استطاع التطور خلال السنوات الماضية ليصبح رقم 7 في صناعة الأحذية في العالم. 
وقد كانت اهم اسباب النجاح والتطور الذي وصل إليه القطاع كما يلي : 
1-  وجود شركات طموحة ومصممة على النجاح ، ولديها الجاهزية للإستماع للأخرين وتقبل النصيحة والتكيف مع المتغيرات ، والعمل على ايجاد منتجات حسب ما يتطلبه السوق وحسب المواصفات المطلوبة، والإعتماد على المتعلمين في الإنتاج والإدارة والإستثمار في الماكينات والتكنولوجيا الجديدة حسب متطلبات الإنتاج . والإهتمام العالي في بناء العلامات التجارية والتسويق بناء على دراسات وخطط معدة مسبقا وليس بشكل عشوائي. 
2- وجود مؤسسات ترعى مصالح هذا القطاع سواء اتحاد المصدرين ، او اتحاد المصنعين ، او الغرف التجارية ، او مؤسسات التطوير ، ووجد انسجام في العمل بين هذه المؤسسات والتي ينتج عنها زخم فعال سواء في العمل الميداني او في التواصل مع الحكومة، والملفت للنظر بأن هذه المؤسسات معظمها عضويتها غير الزامية إلى انها تلقى الكثير من الدعم من الأعضاء المسجلين فيها. 
3- توفر مراكز البحث والتطوير والمدارس المهنية التي تختص فقط في صناعة الأحذية والجلود ، والتي تخرّج طلاب على مستوى عالي من التقنية والمهارة ، وبعضهم يكمل دراسته الجامعية في ذات التخصص ليتلقى المزيد من العلوم الإدارية لصبح قادرا على قيادة مصانع الأحذية والمدابغ بشكل علمي وعلى اسس صحيحة. 
4- الدعم العالي الذي تقدمه الحكومة للصناعة بشكل عام ولصناعة الأحذية والجلود بشكل خاص، على سبيل المثال لا الحصر ، تقدم الحكومة تغطية تزيد عن 50% من تكاليف المشاركة في المعارض الخاجية ( يتم اختيار الشركات التي يسمح لها بالمشاركة من خلال المؤسسات ذات العلاقة) ، تفرض الحكومة جمارك 50% على الأحذية المستوردة من الصين بالإضافة إلى 5 دولار يدفع للحكومة بغض النظر عن سعر الحذاء ( هذا القانون فقط منذ عام 2013)، تسمح الحكومة بتصدير الجلد الخام ولكن تفرض عليه غرامة مقدارها 500 دولار لكل طن. وغيرها الكثير. 
يتضح من خلال التجربة التركية بأننا في فلسطين بحاجة الى الكثير من العمل وخاصة بوجود تحديات كبيرة ، ولكن على الأقل يعطينا أمل أننا نسير بالإتجاه الصحيح ، ولعل نجاح قطاع الأحذية والجلود في تركيا يعود تاريخه إلى أكثر من 50 عام وليس وليد اللحظة. ولذلك فأن الأمر يحتاج إلى بعد النظر والأمل . 
شكر خاص لأخونا أحمد الجعبري   Ahmed Jabari  الذي تحمل عناء الترجمة من اللغة التركية طوال فترة الزيارات. 

تاريخ النشر: 2017-08-20